بقلم / وائل نصار نصر
تحل اليوم الذكرى السنوية لوفاة والدتي ، ومنها تعلمت الكثير والكثير ومن اهم
الاشياء التي تعلمتها منها هي “ما هو معنى استثمار الابناء ”
كثيرا ما ذكرت في محاضراتي أن الإستثمار الحقيقي هو الإستثمار في الأبناء وليس
للإبناء ، والفارق كبير جدًا بين الإستثمار فيهم والإستثمار لهم ولتوضيح الفارق بين
المصطلحين تدبروا معي المغزى من تلك القصة
دخل “مقاتل بن سليمان” رحمه الله على “المنصور” يوم بُويعَ بالخلافة فقال له عظني يا مقاتل .. فقال له بما سمعت ام بما رأيت .. فقال له بل بما رأيت ..فقال يا امير المؤمنين إن الخليفة عمر بن عبد العزيز أنجب احد عشر ولدًا وترك ثمانية عشر دينارًا كُفِّنَ بخمسة
واشتري له قبر بأربعة دنانير ووزع الباقي على أبنائه. وهشام بن عبد الملك أنجب
أحد عشر ولدًا، وكان نصيب كل ولد من التركة مليون دينار.
والله… يا أمير المؤمنين: لقد رأيت في يومٍ واحد أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يتصدق بمائة فرس للجهاد في سبيل الله، وأحد أبناء هشام يتسول في الأسواق
وقد سأل الناس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو على فراش الموت ماذا تركت لابنائك ؟ قال : تركت لهم تقوى الله فإن كانوا صالحين فالله تعالى يتولى الصالحين ، وان كانوا غير ذلك فلن اترك لهم ما يعينهم على معصية الله تعالى .
..
ووالدتي التي تحل ذكرى وفاتها اليوم هي التي اخرجت للمجتمع هذا الذي يكتب اليكم والذي من اهم شعاراته ” اجعل من يراك يدعو لمن رباك ” واخرجت للمجتمع ولي اخوة اتشرف بهم واحبهم كثيرا منهم الطبيب والمعلم والمعلمة ..
فلعل من اقل القليل على افراد المجتمع بصفة عامة وعلينا كأبناها بصفة خاصة ان ندعو اليها في وقت هي في اشد الحاجة لدعائنا ” فاللهم اغفر لها وارحمها وادخلها فسيح جناتك واجمعنا بها في جنتك يا اكرم الاكرمين .